السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الـسـؤال :
قال صلى الله عليه وسلم: (إن أول ما خلق الله القلم فقال: اكتب، فقال ما أكتب؟ قال: اكتب القدر ما كان وما هو كائن إلى الأبد).
و قال: (كان الله، ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السماوات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء).
سؤالي هو ما الفرق بين الكتابة في الحديث الأول والثاني.
الــجـواب :
الحمد له والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
من المقرر في مذهب أهل السنة والجماعة الإيمان بالقضاء والقدر، وهو على أربع مراتب ؛ الإيمان بأن الله علم بأعمال العباد وما هو كائن قبل أن يوجد، ثم كتبها في الذكر، ثم خلقها، وما يحصل في الكون لا بد أن يكون تحت مشيئته وإرادته سبحانه وتعالى، والكتابة هي المرتبة الثانية من مراتب القضاء والقدر، وقد جاء ذلك في نصوص كثيرة منها قوله عليه الصلاة والسلام في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه كما جاء عند أبي داود مرفوعاً: "أول ما خلق الله القلم، فقال له اكتب، فقال: وماذا أكتب؟ فقال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة" وهذا لا يدل على أن القلم هو أول المخلوقات، بل إن النص يقرأ بنصب "أولَ" و"القلمَ" ويكون خبر "إن" محذوفًا، والمعنى أن الله أمر القلم أن يكتب عند أول خلقه، يعني خلقه ثم أمره أن يكتب، وجاء في حديث آخر كما عند البخاري عن عمران الحصين قال جاء قوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا جئناك لنسألك عن أول هذا الأمر فقال عليه الصلاة السلام: "كان الله ولم يكن شيئاً قبله، وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق السماوات والأرض" والكتابة الواردة في الحديث هي كتابة المقادير وهي المرادة بالنص الأول في حديث عبادة بن الصامت؛ إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر أمر القلم لأن مقصوده إخبار السائل عن بدء خلق السماوات والأرض وليس السياق ذكر كتابة المقادير.
والله أعلم.
الـمـفـتـي :
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم